‘في السبعين من عمرها .. وتحلم بخلع زوجها!’

هل يمكن ان يتخيل احد .. ان تصبح الامنيه الوحيده لعجوز عمرها أكثر من سبعين عاما ان تنتقم من زوجها وتهزم رجولته وتكسر كبريائه .. انتقاما لعمرها الذي ذهب معه هباءا لاكثر من خمسين عاما؟! .. والاكثر غرابه انها عندما فكرت فى الانتقام لم تجد وسيله أفضل من ان تخلعه .. لكن القدر كان أقوى منها وأراد ان تنهى معه حياتها كما بدأتها زوجه أصيله تحملت كل الصعاب التى واجهتها معه .. والسطور المقبله تروى تفاصيل اغرب قضيه خلع لم تقام بعد .. وانتهت قبل ان تبدأ!
أمام المحامى محمد الموافى جلست امرأة تخطى عمرها السبعين عاما .. اختفت ملامحها خلف تجاعيد الشيخوخه .. وعينيها انكسرت من الهموم التى ألقت بها الدنيا على عاتقيها .. راحت تطلب منه مساعدتها بالتقدم بطلب خلع ضد زوجها بعد زواج استمر لاكثر من خمسين عاما .. وقالت له بانه حلم تمنت ان تراه طيلة سنوات عمرها .. وتريد مساعدتها فى تحقيقه .. لكن تماسك المحامى نفسه .. وقرر الاستماع اليها لمعرفة السبب الذى دفع تلك الزوجه العجوز لهذا الطلب الغريب .. رغم ان العمر لم يأتى فيه مثل ما مضى من سنوات .. وقالت بدموع عينيها التى تهز قلب اى انسان يستمع اليها:
عشت معه فى سجن زوجيه لاكثر من خمسين سنه .. لم أذق الا طعم العذاب .. ولم اتجرع الا مرارة القسوة والظلم .. لم تسمع أذنى اى كلمه حلوه ولم اسمع الا اهانه وسب وألفاظ تجرح المشاعر .. عشت مع رجل ليس بقلبه رحمه .. ولم يقسم بيننا الموده التى قال عليها الله عز وجل .. ولكن كل ما كان بينى وبينه كل شئ سئ ممكن ان يتخيله عقل .. واذا سألنى احد ما الذى جعلنى اتحمل كل هذا .. فسوف تكون اجابتى انه كان بيني وبينه ايضا ثلاثة ابناء هم قرة عينى .. والعمر الذى ضحيت به من اجلهم .. والامل الذى تمسكت بهدوئى من اجل تحقيقه والحفاظ عليه!
برغم ان من اول يوم زواج لم ارى سوى العذاب والقسوة .. فكان يضربنى علقه ساخنه كل يوم وكان يتلذذ كثيرا وهو يرانى اتألم امامه من شدة الالم .. والبخل كان فى كل شئ .. بخل مادى ومعنوى وحتى فى فراش الزوجيه كان زوجى بخيلا جدا .. ولا يفعل الا ما يريده دون حتى النظر الى كامرأه لى مشاعر واحاسيس .. لكن بمجرد ان انجبت ابنى الاكبر محمد تحملت من اجله الكثير .. وزادت قدرتى على التحمل عندما انجبت ابنتاى ريم ونهله .. ولكن!
حتى ابنائى استكثرتهم الدنيا على .. فقد كان الموت قريبا من ابنى دون ان اشعر .. فجاة راح ابنى من بين يدى .. مات وهو فى طريق عمله حيث انه كان يعمل مهندسا فى احدى المدن الساحليه .. دفنت جسده الطاهر ودفنت معه كل فرحه وامل أتحمل معه الهموم التى يسببها لى هذا الزوج القاسى .. لذلك قررت ان افجر كل غضبى فى وجهه وطلبت الخلع حتى اكسر كبريائه وانتقم منه!
الغريب فى الامر ان الزوجه عندما قال لها المحامى انه سيتم مقابله بينها وبين زوجها فى المحكمه وبالتحديد فى مكتب تسوية المنازعات قبل ان تبدأ الجلسات .. شعرت الزوجه بخوف وكأنها ستقابل الشيطان .. هنا أدرك المحامى موافى بانه هناك أمل لتهدئتها ومساندتها على استكمال ما تبقى لها من حياتها معه .. وطلب منها مقابلة ابنتيها للتحدث معهما .. هنا صرخت الام وقالت ان ابنتيها متزوجتان من رجال محترمه ولا يمكن افتضاحهما .. واستغل كلمتها لاقناعها بالعدول عن طلبها للخلع حتى لا تفتضح بناتها بعد هذا العمر ..ومن اجل ابنها الذى مات .. هنا اقتنعت بعدم استكمال اقامة دعواها .. وهى تنهى كلامها:
وحياة ابنى اللى مات .. هاسامحه وهاحاول ان اقضى ما تبقى من عمرى معه على امل ان يدركنى الموت لألحق بابنى!